| Le livre en arabe | |
|
|
Auteur | Message |
---|
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Le livre en arabe Lun 28 Avr 2008 - 19:06 | |
| Kachf ash-Shoubouhat اعْلَمْ - رَحِمَكَ اللَّهُ تعالى - أنَّ اَلتَّوحِيدَ هُوَ إِفْرَادُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالعِبَادَةِ . وَهُوَ دِينُ الرُّسُلِ الَّذِي أرْسَلَهُم اللَّهُ بِهِ إِلَى عِبَادِهِ ، فَأَوّلهُمْ نُوحٌ عليه السلام ، أرْسَلَهُ اللّهُ إِلَى قَوْمِهِ لَمَّا غَلَوْا فِي الصَّالِحِينَ : وَدٍّ ، وَسُوَاعٍ ، ويَغُوثَ ، وَيَعُوقَ ، وَنَسْرٍ وآَخِرُ الرُّسُلِ مَحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ الَّذِي كَسَّرَ صُوَرَ هَؤُلاءِ الصَّالِحِينَ ، أرْسَلهُ اللَّهُ إِلَى أُنَاسٍ يَتَعَبَّدُونَ ، وَيَحُجُّونَ ، وَيَتَصَدَّقُونَ ، وَيَذْكُرُونَ اللَّهَ ، وَلَكِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ بَعْضَ الْمَخْلُوقِينَ وَسَائِطَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ تعالى يَقُولُونَ : نُرِيدُ مِنْهُم التَّقَرُّبَ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى - ، وَنُرِيدُ شَفَاعَتَهُمْ عِنْدَهُ ، مِثْلَ الْملائِكَةِ وَعِيسَى ، وَمَرْيَمَ ، وَأُنَاسٍ غَيْرِهِمْ مِن الصَّالِحِينَ . فَبَعَثَ اللّهُ -تَعَالَى- إليهم مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يُجَدِّدُ لَهُمْ دِينَهُمْ - دِينَ أبِيهِمْ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام- ، وَ يُخْبِرُهُمْ أنَّ هَذَا التقَرُّبَ وَالاعْتِقَادَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ - تَعَالى - ، لا يَصْلُحُ مِنْهُ شَيْءٌ لِغَيْرِهِ لا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، وَلا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، فَضَلاً عَنْ غَيْرِهِمَا .
Dernière édition par Oum Mouqbil le Mar 2 Déc 2008 - 18:20, édité 4 fois | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Lun 28 Avr 2008 - 19:08 | |
| . وَإلاَّ فَهَؤُلاءِ اَلْمُشْرِكُونَ . يَشْهَدُونَ أنَّ اللَّهَ هُوَ الخَالِقُ - وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّهُ لا يَرْزُقُ إِلاَّ هُوَ، وَلا يُحْيِي وَلا يُمِيتُ إِلاَّ هُوَ، وَلا يُدَبِّرُ الأَمْرَ إِلاَّ هُوَ ، وَأنَّ جَميع اَلسَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَنْ فِيهَن كُلَّهُمْ عَبِيدُهُ ، وَتَحْتَ تَصَرُّفِهِ وَقَهْرِهِ فَإِذَا أرَدت اَلدَّلِيلَ عَلَى أنَّ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكِينَ - الَّذِينَ قَاتَلَهُم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - يَشْهَدُونَ بِهَذَا فَاقْرَأْ عَلَيْهِ قوله نعالى {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [يونس31 وَقَوْلَهُ تَعَالَى {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ، قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ، قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون:84-89] وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الآيَات .
Dernière édition par Oum Mouqbil le Dim 15 Juin 2008 - 10:41, édité 1 fois | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Lun 28 Avr 2008 - 19:08 | |
| . فإِذَا تَحَقَّقْتَ أنَّهُمْ مُقِرُّونَ بِهَذَا ، وَأَنَّهُ لَمْ يُدْخِلْهُمْ في التَوُحِيدِ الَّذِي َدَعَاهُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَعَرَفْت أن التَّوحِيدَ - الَّذِي جَحَدُوهُ - هُوَ تَوْحِيدُ العِبَادَةِ ، الَّذِي يُسَمِّيهِ الْمُشْرِكُونَ فِي زَمَانِنَا الاعْتِقَادَ ، وَكَانُوا يَدْعُونَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَيْلاً وَنَهَاراً : ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ يَدْعُو اَلْمَلائِكَةَ لأَجْلِ صَلاحِهِمْ ، وَقُرْبِهِمْ مِن اللَّهِ تعالى ؛ لِيَشْفَعُوا لَهُمْ . أَوْ يَدْعُو رَجُلاً صَالِحاً مِثْلَ اللاَّتِ أَوْ نَبِيًّا مِثْلَ عِيسَى ، وَعَرَفْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاتَلَهُمْ عَلَى هَذَا الشِّرْكِ وَدَعَاهُمْ إِلَى إِخْلاَصِ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ وحده ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَع اللَّهِ أحداً} [الجن:18 وَقَالَ تَعَالَى : {لَهُ دَعْوَةُ الحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ } [الرعد:14]، وَتَحَقَّقْتَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاتَلَهُمْ لِيكُونَ الدُّعَاءُ كُلُّهُ لِلَّهِ ، وَالذَّبْحُ كُلُّهُ لِلَّهِ ، وَالنَّذْرُ كُلُّهُ لِلَّهِ ، وَالاسْتِغَاثَةُ كُلُّهَا بِاللَّهِ وَجَمِيعُ أنْوَاعِ الْعِبَادَةِ كُلُّهَا لِلّهِ ، وَعَرَفْتَ أنَّ إِقْرَارَهمْ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ لَمْ يُدْخِلْهُمْ فِي الإِسْلاَمِ ، وَأَنَّ قَصْدَهُم الْمَلائِكَةَ ، أَوْ الأنْبِيَاءَ ، أَوْ الأَوْلِيَاءَ يُرِيدُونَ شَفَاعَتَهُمْ وَالتَّقَرُّبَ إِلَى اللَّهِ بِذَلِكَ هُوَ الَّذِي أَحَلَّ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ عَرَفْتَ حِينَئِذٍ التَوْحِيدَ - الَّذِي دَعَتْ إِلَيْهِ الرُّسُلُ ، وَأبَى عَنِ الإِقْرَارِ بِهِ الْمُشْرِكُونَ - . وَهَذَا التَّوُحِيدُ هُوَ مَعْنَى قَوْلِكَ : (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه فَإِنَّ الإِلَـهَ عِنْدَهُمْ هُوَ الَّذِي يُقْصَدُ لأَجْلِ هَذِهِ الأُمُورِ ، سَوَاءً كَانَ مَلَكًا ، أَوْ نَبِيًّا ، أَوْ وَلِيَّا، أَوْ شَجَرَةً ، أَوْ قَبْرًا ، أَوْ جِنِّيًّا، لَمْ يُرِيدُوا أنَّ (الإِلَـهَ) هُوَ الْخَالِقُ الرَّازقُ الْمُدبِّرُ ، فَإِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أنَّ ذلِكَ لِلَّهِ وَحْدَهُ كَمَا قَدَّمْتُ لَكَ ، وَإِنَّمَا يَعْنُونَ بِـ (الإِلَـهِ) مَا يَعْنِي الْمُشْرِكُونَ فِي زَمَانِنَا بِلَفْظِ (السَّيِّدِ) ، فَأَتَاهُم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوهُمْ إِلَى
كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ ، وَهِي (لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ .
Dernière édition par Oum Mouqbil le Dim 15 Juin 2008 - 10:44, édité 1 fois | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Lun 28 Avr 2008 - 19:10 | |
| . والْمرَادُ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ مَعْنَاهَا لاَ مُجَرَّدُ لَفْظِهَا . وَالْكُفَّارُ الْجُهَّالُ يَعْلَمُونَ أَنَّ مُرَادَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ هُوَ إِفْرَادُ اللَّهِ - تَعَالَى - بِالتَعَلُّقِ ، وَالْكُفْرُ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ ، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهُ ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُمْ : (قُولُوا : لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ ) قَالُوا : {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَـهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ جُهَّالَ الْكُفَّارِ يَعْرِفُونَ ذَلِكَ فَالْعَجَبُ مِمَّنْ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ وَهُوَ لا يَعُرِفُ مِنْ تَفْسِيرِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ مَا عَرَف جُهَّالُ الْكُفَّارِ، بَلْ يَظُنُ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ التَّلَفُّظُ بِحُرُوفِهَا مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادِ الْقَلْبِ لِشَيءٍ مِنَ الْمَعَانِي ، وَالْحَاذِقُ مِنْهُمْ يَظُنُّ أَنَّ مَعْنَاهَا : لا يَخْلقُ ، وَلا يَرْزُقُ ، وَلا يُدَبِّرُ الأمر إِلاَّ اللَّهُ . فَلا خَيْرَ فِي رَجُلٍ جُهَّالُ الْكُفَّارِ أعْلَمُ مِنْهُ بِمَعَنى (لا إِلَهَ إِلااللَّ إِذَا عَرَفْتَ مَا قُلْتُ لَكَ مَعْرِفَةَ قَلْبٍ ، وَعَرَفْتَ الشِّرْكَ بِاللَّهِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِ { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً } [النساء:48]، وَعَرَفْتَ دِينَ اللَّهِ الَّذِي بَعَثَ بِه الرُّسُلَ مِنْ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ ، الَّذِي لا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ أحَدٍ سِوَاهُ ، وَعَرَفْتَ مَا أصْبَحَ غَالِبَ النَّاسِ عَلَيْهِ مِنَ الْجَهْلِ بِهَذَا أَفَادَكَ فَائِدَتَيْنِ .
Dernière édition par Oum Mouqbil le Dim 15 Juin 2008 - 10:45, édité 1 fois | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 15 Juin 2008 - 10:48 | |
| . الأُولَى : الْفَرَحُ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبرَحْمَتِهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]. وَأَفَادَكَ أَيْضاً : الْخَوْفَ الْعَظِيمَ فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَ أَنَّ الإِنْسَانَ يكْفُرُ بِكَلمَةٍ يُخْرِجُهَا مِنْ لِسَانِهِ ، وَقَدْ يَقُولُهَا - وَهُوَ جَاهِلٌ - فَلا يُعْذَرُ بِالْجَهْلِ ، وَقَدْ يَقُولُهَا وَهُوَ يَظُنَّ أنَّهَا تُقَرِّبهُ إِلىَ اللَّهِ - كَمَا ظَنَّ الْمُشرِكُون - ، خُصُوصاً إِنْ ألْهَمَكَ اللَّهُ تعالى مَا قَصَّ عَنْ قَوْمِ مُوسَى عليه السلام مَع صَلاحِهِمْ وَعِلْمِهِمْ أَنَّهُمْ أتَوْهُ قَائِلِينَ {اجْعَلْ لَنَا إِلَهـاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف:138]، فَحِينَئِذٍ يَعْظُمُ خَوْفُكُ ، وَحِرْصُك عَلَى مَا يُخَلِّصُكُ مِنْ هَذَا وَأمْثَالِه وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ - سُبْحَانهُ - مِنْ حِكْمَتِهِ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيّاً بِهَذَا التَوْحِيدِ إِلاَّ جَعلَ لَهُ أعْدَاءً كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } [الأنعام:112]. . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 15 Juin 2008 - 10:50 | |
| . وَقَدْ يكُونُ لأَعْدَاءِ التَّوْحِيدِ عُلُومٌ كَثِيرَةٌ وكتب وَحُجَجٌ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ الْعِلْمِ }[غافر:83]. ذا عَرَفْتَ ذَلِكَ ، وَعَرَفْتَ أنَّ الطَّرِيقَ إِلَى اللَّهِ لاَبُدَّ لَهُ مِنْ أعْدَاءٍ قَاعِدِينَ عَلَيْهِ ، أَهْلِ فَصَاحَةٍ ، وَعِلْمٍ ، وَحُجَجٍ فَالْوَاجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَعْلَمَ مِنْ دِينِ اللَّهِ مَا يَصِيرُ سِلاحًا تُقَاتِلُ بِهِ هَؤُلاءِ الشَّيَاطِينَ الَّذِينَ قَالَ إِمَامُهُمْ ، وَمُقَدَّمُهُمْ لِربكَ تعالى {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } [الأعراف:17،16] وَلَكِنْ إِنْ أَقْبَلْت َعلى اللَّهِ - تَعَالَى - ، وَأَصْغَيْتَ إِلَى حُجَجِ اللَّهِ ، وَبَيِّناتِهِ فَلا تَخَفْ ، وَلاَ تَحْزَنْ {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:76]. وَالْعَامِّيُّ مِنَ الْمُوَحّدِينَ يَغْلِبُ الأَلْفَ مِنْ عُلَمَاءِ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكِين ، كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَإنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } [الصافات:173] ، فَجُنْدُ اللَّهِ - تَعَالَى - هُمُ الْغَالِبُونَ بِالْحُجَّةِ وَاللِّسَانِ كَمَا هُمُ الْغَالِبُونَ بِالسِّيْفِ وَالسِّنَانِ ، وِإنٌمَا الْخَوْفُ عَلَى الْمُوَحِّدِ الَّذِي يَسْلُكُ الطَّرِيقَ وَلَيْسَ مَعَهُ سِلاحٌ . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 15 Juin 2008 - 10:51 | |
| . وَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا بِكِتَابِهِ الَّذِي جَعَلَهُ {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وبشرى للمسلمين} [النحل:89]، فَلا يَأْتِي صَاحِبُ بِاطِلٍ بِحُجَّةٍ إِلاَّ وَفِي الْقُرْآنِ مَا يَنْقُضُهَا ، وَيُبيِّنُ بُطْلانَهَا، كَمَا قَالَ تَعَاَلَى {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان:33]، قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : ''هَذِهِ الآيَةُ عَامَّةٌ في كُلِّ حُجَّةٍ يَأْتي بِهَا أَهْلُ الْبَاطِلِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ وَأَنَا أَذْكُرُ لَكَ أَشْيَاءَ مِمَّا ذَكَر اللَّهُ - تَعَالَى - في كِتَابِهِ جَوَابًا لِكَلامٍ احْتَجَّ بِهِ الْمُشْرِكُون في زَمَانِنَا عَلَيْنَا، فَنَقُولُ : جَوَابُ أَهْلِ الْبَاطِلِ مِنْ طَرِيقَيْنِ : مُجْمَلٌ ، وَمُفَصَّلٌ : أَمَّا الْمُجْمَلُ : فَهُوَ الأَمْرُ الْعَظِيمُ ، وَالْفَائِدَةُ الْكَبِيرَةُ لِمَنْ عَقَلَهَا ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [آل عمران:7] وَقَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : ,إِذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الْمُتَشَابِهَ وَيَتْرُكُونَ الْمُحْكَمَ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَاحْذَرُوهُمْ-( ) . مِثَالُ ذَلِكَ : إِذَا قَالَ لَكَ بَعْضُ الْمُشْرِكِين : {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [يونس:62]، أَوْ إِنَّ الشَّفَاعَةَ حَقٌّ ، أَوْ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَهُمْ جَاهٌ عِنْدَ اللَّهِ ، أوْ ذَكَرَ كَلاَماً لِلنَبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَدِلُّ بِهِ عَلَى
من بَاطِلِهِ وَأَنْتَ لاَ تَفْهَمُ مَعْنىَ الْكَلامِ الَّذِي ذَكَرَ . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 15 Juin 2008 - 15:45 | |
| . فَجَاوِبْهُ بِقَوْلِكَ : إِنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - ذَكَرَ أَنَّ الَّذِينَ في قُلُوبهمْ زَيْغٌ يَتْرُكُونَ الْمُحْكَمَ ، وَيَتَّبِعُونَ الْمُتَشَابِهَ . وَمَا ذَكَرْتُه لَكَ مِنْ أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ يُقِرُّونَ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَأَنَّهُ كَفَّرَهُمْ بِتَعَلَّقِهِمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ، و الأَنْبِياَءِ ، و الأَوْلِيَاءِ مَع قَوْلِهِمْ {هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس:18]، وَهَذَا أَمْرٌ مُحْكَمٌ ، لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُغَيِّرَ مَعْنَاهُ . وَمَا ذَكَرْتَه لِي - أيُّهَا الْمُشْرِكُ - مِن الْقُرْآنِ ، أَوْ كَلاَم رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا أَعْرِفُ مَعْنَاهُ ، وَلكِنْ أقْطَعُ أنَّ كَلاَمَ اللَّهِ لاَ يَتَنَاقَضُ ، وَأَنَّ كَلاَمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لاَ يُخَالِفُ كَلاَمَ اللَّهِ تعالى . وَهَذَا جَوَابٌ جَيِّدٌ سَدِيدٌ ، وَلكِنْ لا يَفْهَمُهُ إلاَّ مَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ - تَعَالَى - ، فَلا تَسْتَهْن به ؛ فَإِنَّهُ - كَمَا قَالَ تَعَالَى - {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:35]. وأَمَّا الْجَوَابُ الْمُفصَّلُ : فَإِنَّ أعْدَاءَ اللَهِ لَهُم اعُتِرَاضَاتٌ كَثِيرَة عَلَى دِينِ الرُّسُلِ يَصُدُّونَ بِهَا النَّاسَ عَنْهُ . مِنْهَا قَوْلُهُمْ : نَحْنُ لاَ نُشْرِكُ باللَّهِ شَيْئاً ، بَلْ نَشْهَدُ أنَّهُ لا يَخْلُقُ ، وَلا يَرْزُقُ ، وَلاَ يَنْفَعُ ، وَلا يَضُرُّ إِلاَّ اللَّهُ - وَحُدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ - ، وأَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفعًا، وَلاَ ضَرًّا ، فَضْلاً عَنْ عَبْدِ الْقَادِرِ ، أَوْ غَيْرِهِ . وَلكِنْ أنَا مُذْنِبٌ ، وَالصَّالِحُونَ لَهُمْ جَاهٌ عِنْدَ اللَّهِ ، وَأَطْلُبُ مِن اللَّهِ بِهِمْ . فَجَاوِبْهُ بِمَا تَقَدَّمَ ، وَهُوَ أَنَّ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقِرُّونَ بِمَا ذَكَرْتَ لي - أيُّهَا الْمُبْطِلُ - ، وَمُقِرُّونَ أَنَّ أَوْثَانَهُمْ لاَ تُدَبِّرُ شَيْئًا ، وِإنَمَا أرَادُوا مِمَّنْ قَصَدُوا الْجَاهَ وَالشَّفَاعَةَ ، وَاقْرَأْ عَلَيْهِ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، وَوَضَّحَهُ . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 15 Juin 2008 - 15:46 | |
| . فَإِنْ قَالَ : إِنَّ هَؤُلاَءِ الآَيَاتِ نَزَلَتْ فِيمَنْ يَعْبُدُ الأَصْنَامَ ، كَيفَ تَجْعَلَونَ الصَالِحِينَ مِثْلَ الأَصْنَامِ ؟ ! أَمْ كَيْفَ تَجْعَلُونَ الأنْبِيَاءَ أَصْنَاماً ؟! فَجَاوِبْهُ بِمَا تَقَدَّمَ ، فَإِنَّهُ إِذَا أقَرَّ أَنَّ الْكُفَارَ يَشْهَدُون بِالرُّبُوبِيَّةِ كُلِّهَا للَّهِ، وَأَنَّهُمْ مَا أرَادُوا مِمن مَا قَصَدُوا إِلاَّ الشَّفَاعَةَ ، وَلكِنْ أَرَادَ أنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ فِعْلِهِمْ وَفِعْلِهِ بِمَا ذَكَرَ ، فَاذْكُرْ لَهُ أنَّ الْكُفَّارَ: مِنْهُمْ مَنْ يَدْعُو الأَصْنَامَ . وَمِنْهُمْ مَنْ يَدْعُو الأَوْلِيَاءَ - الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء:57] ويَدْعُونَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ ، وَأُمَّهُ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ , قل أتعبدون من دون الله مالا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم} [المائدة:76،75] وَاذْكُرْ له قَوْلَهُ تَعَالَى {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ، قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} [سبأ:41،40] وَقَوْلَهُ تَعَالَى {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَـهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} [المائدة:116]. فَقُلْ لَهُ : عَرَفْت أنَّ اللَّهَ كَفَّرَ مَنْ قَصَدَ الأَصْنَامَ ، وَكَفَرَ - أَيْضاً - مَنْ قَصَدَ الصَّالِحِينَ ، وَقَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . فَإنْ قَالَ : الْكُفَّارُ يُرِيدُونَ مِنْهُم ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ هُوَ النَّافِعُ الضَّارُ الْمُدَبِّرُ ، لا أُرِيدُ إِلاَّ مِنْهُ ، وَالصَّالِحُونَ لَيْسَ لَهُمْ مِن الأَمْرِ
شَيءٌ ، وَلكِنْ أقْصُدُهُمْ أرْجُو مِنَ اللَّهِ شَفَاعَتَهُمْ . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 15 Juin 2008 - 15:54 | |
| . فَالْجَوَابُ : أنَّ هَذَا قَوْلُ الْكُفَّارِ سَوَاءً بِسَوَاءٍ ، فَاقْرَأْ عَلَيْهِ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:3]، وَقَوْلَهُ تَعَالَى : {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [يونس:18]. وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الشُّبَهَ الثَّلاَثَ هِيَ أكْبَرُ مَا عِنْدَهُمْ . فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ اللَّهَ وَضَّحَهَا في كِتَابِهِ ، وَفَهِمْتَهَا فَهْمَاَ جيِّدًا فَمَا بَعْدَهَا أيْسَرُ مِنْهَا . فَإِنْ قَالَ : أَنَا لاَ أَعْبُدُ إِلاَّ اللَّهَ ، وَهَذَا الالْتِجَاءُ إِلَيْهِمْ وَدُعَاؤُهُمْ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ . فَقُلْ لَهُ : أَنْتَ تُقِرُّ أَنَ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكَ إِخْلاَصَ الْعِبَادَةِ وَهُوَ حَقُّهُ عَلَيْكَ . فَإِذَا قَالَ : نَعَمْ . فَقُلْ لَهُ : بَيِّنْ لِي هَذَا الَّذِي فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، وَهُوَ إِخْلاَصُ الْعِبَادَةِ ، وَهُوَ حَقُّهُ عَلَيْكَ ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَعْرِفُ الْعِبَادَةَ ، وَلاَ أنْوَاعَهَا . فَبَيِّنْهَا لَهُ بِقَوْلِكَ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:55]. فَإِذَا أَعْلَمتهُ بِهَذَا فَقُلْ لَهُ : هَلْ هُوَ عِبَادَةٌ للَّهِ - تَعَالَى - ؟ فَلاَبُدَّ أن يَقُولَ : نَعَمْ ، وَالدُّعَاءُ مِنَ الْعِبَادَةِ فَقُلْ لَهُ : إِذَا أقْرَرْتَ أَنَّهَا عِبَادَةٌ ، وَدَعَوْتَ اللَّهَ لَيْلاً وَنَهَاراً ، خَوْفًا وَطَمَعاً ، ثُمَّ دَعَوْتَ فِي تِلْكَ الْحَاجَةِ نَبِيًّا ، أَوْ غَيْرَهُ ، هَلْ أَشْرَكْتَ في عِبَادَةِ اللَّهِ غَيْرَهُ ؟ فَلاَبُدَّ أن يَقُولَ : نَعَمْ . فَقُلْ لَهُ : قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَصَلِّ لِربكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2]، فَإِذَا أَطَعْتَ اللَّهَ ، وَنَحَرْتَ لَهُ ، هَلْ هَذِهِ عِبَادَةٌ ؟ فَلاَبُدَّ أن يَقُولَ : نَعَمْ . فَقُلْ لَهُ : إِذَا نَحَرْتَ لمخُلُوقٍ : نَبِيٍّ أَوْ جِنِّيٍّ أَوْ غَيْرِهِمَا ، هَلْ أَشْرَكْتَ فِي هَذِهِ الْعِبَادَةِ غَيْرَ اللَّهِ ؟ فَلاَبُدَّ أن يُقِر ويَقُولَ : نَعَمْ . . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Sam 5 Juil 2008 - 16:40 | |
| . وَقُلْ لَهُ - أَيْضاً : الْمُشْرِكُونَ الَّذِينَ نَزَلَ فِيهُم الْقُرْآَنُ هَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْمَلاَئِكَةَ ، وَالصَّالِحِينَ ، وَاللاَّتَ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ ؟ فَلاَبُدَّ أن يَقُولَ : نَعَمْ . فَقُلْ لَهُ : وَهَلْ كَانَتْ عِبَادَتُهُمْ إِيَّاهُمْ إِلاَّ في الدُّعَاءِ ، وَالذَّبْحِ ، وَالالْتِجَاءِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ ؟ وَإلاَّ فَهُمْ مُقِرُّونَ أَنَّهُمْ عَبِيدُهُ ، وَتَحْتَ قَهْرِ اللَّه ، وَأنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي يُدَبِّرُ الأمْرَ ، وَلكِنْ دَعَوْهُمْ ، وَالْتَجَؤُوا إِلَيْهِمْ لِلجَاهِ والشَّفَاعَةِ، وَهَذَا ظَاهِرٌ جِدًا فَإِنْ قَالَ : أتُنْكِرُ شَفَاعَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَبْرَأُ مِنْهَا ؟ فَقُلْ لاَ أُنْكِرُهَا ، وَلاَ أتَبَرَّأُ مِنْهَا، بَلْ هُوَ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الشَّافِعُ الْمُشَفَّعُ ، وَأَرْجُو شَفَاعَتَهُ ، وَلكِنَّ الشَّفَاعَةَ كُلَّهَا للَّهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً} [الزمر:44 ]. وَلاَ تَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ إِذْنِ اللَّهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة:255]، وَلاَ يَشْفَعُ فِي أَحَدٍ إِلاَّ بَعْدَ أنْ يَأْذَنَ اللَّهُ فِيهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء:28]، وَهُوَ لاَ يَرْضى إِلاَّ التَّوْحِيدَ كَمَا قَالَ - تَعَالَى - {وَمَنْ يَبْتَغ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } [آل عمران:85 ] فَإِذَا كَانَتِ الشَّفَاعَةُ كُلُّهَا لِلَّهِ ، وَلاَ تَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ إِذْنِهِ ، وَلاَ يَشْفَعُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَلاَ غَيرُهُ فِي أحَدٍ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ فِيهِ ، وَلاَ يَأْذَنُ الله تعالى إِلاَّ لأَهْلِ التَّوْحِيدِ تَبَيَّنَ أنَّ الشَّفَاعَةَ كُلَّهَا لِلَّه ، وَأطْلُبُهَا مِنْه - سبحانهُ - فَأَقُولُ : اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنِي شَفَاعَتَه ، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ ، وَأمْثَالُ هَذَا . فإِنْ قَالَ : النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُعْطِيَ الشَّفَاعَةَ ، وَأنَا أطْلُبْهُ مِمَّا أعْطَاهُ اللَّهُ. فَالْجَوَابُ : أَنَّ اللَّهَ أعْطَاهُ الشَّفَاعَةَ، وَنَهَاكَ عَنْ هَذَا ، وَقَالَ تَعَالَى {فَلاَ تَدْعُوا مَع اللَّهِ أحَدًا} [الجن:18]. وَطَلَبُكَ مِنَ اللَّهِ شَفَاعَةَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم عِبَادَةٌ ، وَاللَّهُ نَهَاكَ أنْ تُشْرِكَ في هَذِهِ الْعِبَادَةِ أَحَدًا ، فَإذَا كُنْتَ تَدْعُو اللَّهَ أنْ يُشَفِّعَ نبيه فيكَ فَأَطِعْهُ فِي قَوْلِهِ {فَلاَ تَدْعُوا مَع اللَّهِ أحَدًا} [الجن . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Mar 19 Aoû 2008 - 15:31 | |
| . الْمَلاَئِكَةَ يَشْفَعُونَ ، وَالأَفْرَاطَ يَشْفَعُونَ ، وَالأَوْلِيَاءَ يَشْفَعُونَ . أَتَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ أعْطَاهُم الشَّفَاعَةَ، فَأطْلُبُهَا مِنْهُمْ ؟ فَإِنْ قُلْتَ هَذَا رَجَعْتَ إِلَى عِبَادَةِ الصَّالِحِينَ - التِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ - . وَانْ قُلْتَ : لاَ ، بَطَلَ قَوْلُكَ : أعْطَاهُ اللَّهُ الشَّفَاعَةَ، وَأنَا أطْلُبُهُ ممَّا أعْطَاهُ اللَّه فَإِنْ قَالَ : أنَا لاَ أُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا ، حَاشَا وَكَلاَّ، وَلكِن الالْتِجَاء إِلَى الصَّالِحِينَ لَيْسَ بِشِرْكٍ . فَقُلْ لَهُ : إِذَا كُنْتَ تُقِرُّ أنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الشّرْكَ أعْظَمَ مَنْ تَحْرِيم الزِّنا ، وَتُقِرُّ أنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُهُ ، فَمَا هَذَا الأَمْرُ الَّذِي حرَّمهُ اللَّه ، وَذَكَرَ أنَّهُ لاَ يَغْفِرُهُ ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي . فَقُلْ لَهُ : كَيْفَ تُبَرِّئُ نَفْسَكَ مِن الشِّرْكِ - وَأنْتَ لاَ تَعْرِفُهُ - ؟ كَيْفَ يُحَرِّمُ اللَّهُ عَلَيْكَ هَذَا ، وَيَذْكُرُ أنَّهُ لاَ يَغْفِرُهُ وَلاَ تَسْأَلُ عَنْهُ ، وَلاَ تَعْرِفُهُ ؟ أَتَظُنُ أَنَّ اللَّهَ تعالى يُحَرِّمُهُ ، وَلاَ يُبَيِّنُهُ لَنَا ؟! فَإِنْ قَالَ : الشِّرْكُ : عِباَدَةُ الأَصْناَمِ ، وَنَحْنُ لاَ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ . فَقُلْ لَهُ : مَا مَعْنى عِبَادَةِ الأَصْناَمِ ؟ أتَظُنُّ أنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أنَّ تِلْكَ الأَحْجَارَ وَالأَخْشَابَ تَخْلُقُ ، وَتَرْزُقُ ، وَتُدَبِّرُ أَمْر مَنْ دَعَاهَا ؟ فَهَذَا يُكَذِّبُهُ الْقُرْآَنُ وَيَذْبَحُونَ لَهُ ، يَقُولُونَ : إِنَّهُ يُقَرِّبُنَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى، وَيَدْفَع ُاللَّه عَنَا بِبَرَكَتِهِ ، وُيعْطِينَا بِبَرَكَتِه . فَقُلْ : صَدَقْتَ … وَهَذَا هُوَ فِعْلُكُمْ عِنْدَ الأَحْجَارِ، وَالأبنية الَّتي عَلَى الْقُبُورِ وَغَيْرِهَا . فَهَذَا أقَرَّ أَنَّ فِعْلَهُمْ هَذَا هُوَ عِبَادَةُ الأَصْنَامِ ، وَهُوَ الْمَطْلُوبُ. ويقال له أَيْضاً قَوْلُكَ (الشِّرْكُ عِبَادَةُ الأَصْنَامِ) ، هَلْ مُرَادُكَ أَنَّ الشِّرْكَ مَخْصُوصٌ بِهَذَا ، وَأَنَّ الاعْتِمَادَ عَلَى الصَّالِحِينَ ، وَدعُاءَهُمْ لا يَدْخُلُ فِي ذَلِك ؟ فَهَذَا يَرُدُّهُ مَا ذَكَرَ اللَّهُ - تَعَالَى - في كِتَابِهِ مِنْ كُفْرِ مَنْ تَعَلَّقَ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ ، أَوْ عِيسَى، أَوْ الصَّالِحِينَ . فَلابُدَّ أَنْ يُقِرَّ لَكَ أَنَّ مَنْ أَشْرَكَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ أَحَدًا مِنَ الصَّالِحِينَ فَهُوَ الشِّرْكُ الْمَذْكُورُ فِي الْقُرْآنِ ، وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوبُ . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:12 | |
| . وَسِرُّ الْمَسأَلَةِ أنَّهُ إِذَا قَالَ : (أَنَا لاَ أُشْرِكُ بِاللَّهِ) فَقُلْ لَهُ : وَمَا الشِّرْكُ بِاللَّهِ فَسِّرْهُ لِي ؟ فَإِن قَالَ : هُوَ عِبَادَةُ الأَصْنَامِ ، فَقُلْ لَهُ : وَمَا عِبَادَةُ الأَصْنَامِ ؟ فَسِّرْهَا لِي ؟ فإِنْ قَالَ : أنَا لاَ أعْبُدُ إِلاَّ اللَّهَ ، فَقُلْ : مَا مَعْنَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ؟ فَسِّرْهَا لي ؟ فَإِنْ فَسَّرَهَا بِمَا بَيَّنَهُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَهْو الْمطْلُوبُ . وَإِن لَمْ يَعْرِفْهُ فَكَيْفَ يَدَّعِي شَيْئًا - وَهُوَ لاَ يَعْرِفُهُ - ؟ وَإنْ فَسَّرَهُ بِغَيْرِ مَعْنَاهُ بَيَّنْتَ لَهُ الآَيَاتِ الْوَاضِحَاتِ فِي مَعْنَى الشِّرْكِ بِاللَّهِ ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ أنَّهُ الَّذِي يَفْعَلُونَه فِي هَذَا الزَّمَانِ بِعَيْنِهِ ، وَأَنَّ عِبَادَةَ اللَّهِ - وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ - هِيَ التِي يُنْكِرُونَ عَلَيْنَا ، وَيَصِيحُونَ فِيْه كَمَا صَاحَ إِخْوَانُهُمْ حَيْثُ قَالُوا : {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَـهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص:5 فَإِنْ قَالَ : إِنَّهُمْ لَمْ يَكْفُرُوا بِدُعَاءِ الْمَلاَئِكَةِ، وَالأَنْبِيَاءِ وَإِنَّمَا كَفَرُوا لَمَّا قَالُوا : الْمَلاَئكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ . وَنَحْنُ لَمْ نَقُلْ إِنَّ عَبْدَ الْقَادِرِ ، وَلاَ غَيْرَهُ ابنُ اللَّهِ . فَالْجَوَابُ : أنً نِسْبَةَ الْوَلَدِ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى - كُفْرٌ مُسْتَقِلٌ ، قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص:2،112]، وَالأَحَدُ : الَّذِي لا نَظِيرَ لَهُ . والصَّمَدُ : الْمَقْصُودُ فِي الْحَوَائِجِ . فَمَنْ جَحَدَ هَذَا فَقَدْ كَفَرَ وَلَوْ لَمْ يَجْحَدْ آخِرَ السُّورَةِ . ثُم قَالَ تَعَالَى {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص:3،112]، فَمَنْ جَحَدَ هَذَا فقَدْ كَفَرَ وَلَوْ لَمْ يَجْحَدْ أَوَّلَ السُّورَةِ . وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى - {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَـهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون:91]، | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:13 | |
| . فَإِذَا عَرَفتَ أنَّ هَذَا الَّذِي يُسَمِّيهُ الْمُشْرِكُونَ فِي زَمَنِنَا (الاعْتِقَادَ) هُوَ الشِّرْك الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ ، وَقَاتَلَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم النَّاسَ عَلَيْهِ فاعْلَمْ أنَّ شِرْكَ الأَوَّلِينَ أخَفُّ مِنْ شِرْكِ أهْلِ وَقْتِنَا بِأَمريْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ الأَوَّلِينَ لاَ يُشْرِكُونَ ، وَلاَ يَدْعُونَ الْمَلاَئِكَةَ ، أَوْ الأَوْلِيَاءَ ، أَوْ الأَوْثَانَ مَع اللَّهِ إِلاَّ فِي الرَّخَاءِ . وَأَمَّا في الشِّدَّةِ فَيُخْلِصْونَ الدِّينَ لِلَّهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } [العنكبوت:65]، وَقَالَ تَعَالَى : {وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا } [الإسراء:67]، وَقَالَ تَعَالَى : {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمْ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ، بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} [الأنعام:40،41] وَقَالَ تَعَالَى : {وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} [الزمر:8]، وَقَالَ تَعَالَى : {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} [لقمان:32]. فَمَنْ فَهِمَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ الَّتِي وَضَّحَهَا اللَّهُ في كِتَابِهِ ، وَهِيَ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ -الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلمِ - يَدْعُونَ اللَّهَ ، وَيَدْعُونَ غَيْرَهُ في الرَّخَاءِ ، وَأَمَّا فِي الشِّدَّةِ فَلاَ يَدْعُونَ إِلاَّ اللَّهَ - وَحْدَهُ - وَيَنْسَوْنَ سَادَاتِهِمْ تَبَيَّنَ لَهُ الْفَرْقُ بَيْنَ شِرْكِ أهْلِ زَمَانِنَا، وَشِرْكِ الأَوَّلِينَ . وَلَكِنْ أَيْنَ مَنْ يَفْهَمُ قَلْبُهُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ فَهْماً رَاسِخًا ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:14 | |
| . والأمْرُ الثَّانِي : أَنَّ الأَوَّلِينَ يَدْعُونَ مَع اللَّهِ أُنَاسًا مُقَرَّبِينَ عِنْدَ اللَّهِ : إِمَّا نَبِيًّا ، وِإِمَّا وَلِيًّا ، وَإمَّا مَلاَئِكَةً . أَوْ يَدْعُونَ أَحْجَاراً ، وَأَشْجَاراً مُطِيعَةً للِّهِ - تَعَالَى - ، لَيْسَتْ بِعَاصِيَةٍ . وَأهْلُ زَمَانِنَا يَدْعُونَ مَع اللَّهِ أُنَاسًا مِنْ أفْسَقِ النَّاسِ ، وَالَّذِينَ يَدْعُونَهُمْ هُم الَّذِينَ يَحْكُونَ عَنْهُم الْفُجُورَ مِن الزِّنَا ، وَالسَّرِقَةِ ، وَتَرْكِ الصَّلاَةِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ . وَالَّذِي يَعْتَقِدُ فِي الصَّالِحِ ، وَالَّذِي لاَ يَعْصِي - مِثْلِ الْخَشَبِ وَالْحَجَرِ - أَهْوَنُ مِمَّنْ يَعْتَقِدُ فِيمَنْ يُشَاهَدُ فِسْقُهُ وَفَسَادُه ، وَيُشْهَدُ بِهِ . إِذَا تَحَقَّقْتَ أَنَّ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَصَحُّ عُقُولاً وَأَخَفُّ شِرْكاً مِنْ هَؤُلاَءِ : فَاعْلَمْ أَنَّ لِهَؤُلاَءِ شُبْهَةً يُورِدُونَهَا عَلَى مَا ذَكَرْنَا وَهِي مِنْ أَعْظَمِ شُبَهِهِمْ ، فَاصْغِ سَمْعَكَ لِجَوَابِهَا :
وَهِي أَنَّهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ الَّذِينَ نَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ لاَ يَشْهَدُونَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَيُكّذِّبُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيُنْكِرُونَ الْبَعْثَ ، وَيُكَذَّبوْنَ الْقُرْآنَ ، وَيَجْعَلُونَهُ سِحْرًا. وَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَنُصَدِّقُ الْقُرْآنَ ، ونُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ ، وَنُصَلِّي ، وَنَصُومُ ، فكَيْفَ تَجْعَلُونَنَا مِثْلَ أولئِكَ ؟ . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:14 | |
| . فَالْجَوَابُ : أَنَّهُ لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ كُلِّهِمْ أنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَدَّقَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي شَيْءٍ ، وَكَذَّبهُ في شَيْءٍ أَنَّهُ كَافِرٌ لَمْ يَدْخُلْ فِي الإِسْلاَمِ . وَكَذَلِكَ إِذَا آمَنَ بِبَعْضِ الْقُرْآنِ ، وَجَحَدَ بَعْضَهُ ، كَمَنْ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ ، وَجَحَدَ وُجُوبَ الصَّلاَةِ ، أَوْ أقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ ، وَالصَّلاَةِ ، وَجَحَدَ وُجُوبَ الزَّكاةِ ، أَوْ أَقَرَّ بِهَذَا كُلِّهِ وَجَحَدَ وُجُوبَ الصَّوْمِ ، أَوْ أَقَرََّ بِهَذَا كُلِّهِ ، وَجَحَدَ وُجُوبَ الْحَجِّ . وَلَمَّا لَمْ يَنْقَدْ أنَاسٌ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلحَجِّ أَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى - فِي حَقِّهِمْ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } [آل عمران:97]. وَمَنْ أقَرَّ بِهَذَا كُلِّهِ ، وَجَحَدَ الْبَعْثَ كَفَرَ بِالإِجْمَاعِ ، وَحَلَّ دَمُهُ ، وَمَالُهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أولئك هم الكافرون حقا} [النساء:151،150]. فَإِذَا كَانَ اللَّهُ - تَعَالَى - قَدْ صَرَّحَ في كِتَابِهِ أَنَّ مَنْ آمَنَ بِبَعْضٍ ، وَكَفَرَ بِبَعْضٍ فَهُوَ كَافِرٌ حَقَا زَالَتْ هَذِهِ الشُّبْهَةُ . وَهَذِهِ هِي التي ذَكَرَهَا بَعْضُ أَهْلِ الأَحْسَاءِ فِي كِتَابِهِ الَّذِي أرْسَلَ إِلَيْنَا
وَيُقَالُ : إِذَا كُنْتَ تُقِرُّ أنَّ مَنْ صَدَّقَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم فِي شَيءٍ ، وَجَحَدَ وُجُوبَ الصَّلاَةِ فَهُوَ كَافِرٌ حَلاَلُ الدَّمِ وَالْمَالِ بِالإِجْمَاعِ ، وَكَذَلِكَ إِذَا أقَرَّ بِكُلِّ شَيءٍ إِلاَّ الْبَعْثَ وَكَذَلِكَ لَوْ جَحَدَ وَجُوبَ صَوْم رََمَضَانَ ، وَصَدَّقَ بِذَلِكَ كُلِّه لاَ يُجْحَدُ هَذَا ، وَلاَ تَخْتَلِفُ الْمَذَاهِبُ فِيهِ ، وَقَدْ نَطَقَ بِهِ الْقُرْآَنُ - كَمَا قَدَّمْنَا - . فَمَعْلُومٌ أَنَّ التَّوْحِيدَ هُوَ أعْظَمُ فَرِيضَةٍ جَاءَ بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، وَهُوَ أَعْظَمُ مِن الصَلاَةِ ، والزَّكَاةِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالْحَجِّ . فَكَيْفَ إِذَا جَحَدَ الإنْسَانُ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ الأُمُورِ كَفَرَ - وَلَوْ عَمِلَ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم - وَإِذَا جَحَدَ التَّوْحِيدَ الَّذِي هُوَ دِينُ الرُّسُلِ كُلِّهِمْ لاَ يكْفُرُ ؟! سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَعْجَبَ هَذَا الْجَهْل !. . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:15 | |
| وَيُقَالُ - أَيْضًا - هَؤُلاَءِ : أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاتَلُوا بَنِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ أَسْلَمُوا مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَيُؤَذِّنُونَ ، وَيُصَلُّونَ. فَإِنْ قَالَ : إِنَّهُمْ يَشْهَدُونَ ، أَنَّ مُسَيْلِمَةَ نَبِيٌّ . قُلْنَا : هَذَا هُوَ الْمَطْلُوبُ إِذَا كَانَ مَنْ رَفَعَ رَجُلاً إلى رُتْبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَفَرَ ، وَحَلَّ مَالُهُ وَدَمُهُ ، وَلَمْ تَنْفَعْهُ الشَّهَادَتَانِ ، وَلا الصَّلاَةُ ، فَكَيْفَ بِمَنْ رَفَعَ (شَمْسَانَ) أَوْ (يُوسُفَ) ، أَوْ صَحَابِيًّا، أَوْ نَبِيًّا في مَرْتَبَةِ جَبَّارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ؟ سُبْحَانَهُ مَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ ، {كَذَلِكَ يَطبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [الروم:59].
وَيُقَالُ - أَيْضًا - : الَّذِينَ حَرَّقَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أبي طَالِبٍ رضي الله عنه بِالنَّارِ كُلُّهُمْ يَدَّعُونَ الإِسْلاَمَ ، وَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ رضي الله عنه وَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَلكِنِ اعْتَقَدُوا فِي عَلِيٍّ رضي الله عنه مِثْلَ الاعْتِقَادِ فِي (يُوسُفَ) ، وَ(شَمْسَانَ) وَأَمْثَالِهِمَا . فَكَيْفَ أَجْمَعَ الصَّحَابَةُ عَلَى قَتْلِهِمْ ، وَكُفْرِهِمْ ؟ أَتَظُنُّونَ الصَّحَابَةَ يُكَفِّرُونَ الْمُسْلِمِينَ ؟ أَمْ تَظُنُّونَ أن الاعْتِقَاد - في (تَاجٍ) وَأَمْثَالِهِ لاَ يَضُرُّ ، وَالاعْتِقَادُ فِي عَلِيِّ بْنِ أبي طَالِبٍ رضي الله عنه كُفر ؟
وَيُقَالُ - أَيْضًا -: بَنُو عُبَيْدٍ القَدَّاحِ - الَّذِينَ مَلكُوا الْمَغْرِبَ وَمِصْرَ في زَمَنِ بَنِي العَبَّاسِ - كُلُّهُمْ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَيَدَّعُونَ الإِسْلاَمَ ، وَيُصَلّوْنَ الْجُمُعَةَ ، وَالْجَمَاعَةَ . فَلَمَّا أَظْهَرُوا مُخَالَفَةَ الشَّرِيعَةِ فِي أَشْيَاءَ - دَوْنَ مَا نَحْنُ فِيهِ - أَجْمَعَ العُلَمَاءُ عَلَى كُفْرِهِمْ ، وَقِتَالِهِمْ ، وَأَنَّ بِلادَهُمْ بِلادُ حَرْبٍ ، وَغَزَاهُم الْمُسْلِمُونَ حَتَّى اسْتَنْقَذُوا مَا بأَيْدِيهِمْ مِنْ بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ . . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:15 | |
| . وَيُقَالُ - أَيْضاً -: إِذَا كَانَ الأَوَّلُونَ لَمْ يَكْفُرُوا إِلاَّ لأَنَّهُمْ جَمَعُوا بَيْنَ الشِّرْكِ وَتكْذِيبِ الرُّسُلِ ، وَالْقُرْآنِ ، وَإِنْكَارِ الْبَعْثِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ فَمَا مَعْنَى البَابِ الَّذِي ذَكَرَهُ العُلَمَاءُ في كُلِّ مَذْهَبٍ : (بَابُ : حُكْمِ الْمُرْتَدِّ) وَهُوَ الْمُسْلِمُ الَّذِي يَكْفُرُ بَعُدَ إِسْلاَمِهِ . ثُمَّ ذَكَرُوا أنواعا كَثِيرَةً ، كُلُّ نَوْعٍ مِنْهَا يُكَفِّرُ، وَيُحِلُّ دَمَ الرَّجُلِ وَمَالَهُ ، حتّى إِنَّهُمْ ذَكَرُوا أشْيَاءَ يَسِيرَةً عِنْدَ مَنْ فَعَلَهَا، مِثْلَ كَلِمَةٍ يَذْكُرُهَا بِلِسَانِهِ دَونَ قَلْبِهِ ، أَوْ كَلِمَةٍ يَذْكُرُهَا عَلَىَ وَجْهِ الْمَزْحِ وَاللَّعِبِ .
وَيُقَالُ - أَيْضاً -: الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} [التوبة:74]. أَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ كَفَّرَهُمْ بِكَلِمَةٍ مَع كَوْنِهِمْ في زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيُجَاهِدُونَ مَعَهُ ، وَيُصَلُّونَ مَعَهُ ، وَيُزَكُّونَ ، وَيَحُجُّونَ ، وَيُوَحِّدُوْنَ ؟ وَكَذَلِكَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - فِيهِمْ {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } [التوبة:66،65]. فَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ صَرَّحَ اللَّهُ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ - وَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ - قَالُوا كَلِمَةً ذَكَرُوا أَنَّهُمْ قَالُوهَا عَلَى وَجْهِ الْمَزْحِ .
فَتَأمَّلْ هَذِهِ الشُّبْهَةَ ، وِهِيَ قَوْلُهُمْ تُكَفِّرُونَ الْمُسْلِمِينَ وَهمْ أُنَاسٌ يَشْهَدُونَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَيُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ . ثُمَّ تَأَمَّلْ جَوَابَهَا ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَنْفَعِ مَا فِي هَذِهِ الأَوْرَاقِ .
وَمِنَ الدَّلِيلِ عَلَى ذَلِكَ - أَيْضاً -: مَا حكَى اللَّهُ - تعالى عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ - مَع إِسْلاَمِهِمْ ، وَعِلْمِهِمْ ، وَصَلاَحِهِمْ - أَنَّهُمْ قَالُوا لِمُوسَى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كما لهم آلهة} [الأعراف:138]. وَقَوْلُ أُنَاسٍ مِن الصَّحَابَةِ ,اجْعَلْ لَنَا - يَا رَسُولَ اللَّهِ - ذاتَ أَنْوَاطٍ- ، فَحَلَفَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ هَذَا مِثْلَ قَوْلِ بنِي إِسْرَائِيلَ : {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا} . . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:15 | |
| . وَلَكِنْ لِلمُشْرِكِينَ شُبْهَةٌ يُدْلُونَ بِهَا عِنْدَ هَذِهِ القِصَّةِ ، وَهِيَ أَنَّهُمُ يَقُولُونَ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يكْفُرُوا بِذَلِكَ ، وَكَذَلِكَ الَّذِينَ سَألُوا النَبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلَ لَهُمْ ذَاتَ أَنْوَاطٍ لم يكفروا.
فَالجَوَابُ : أنْ تَقُولَ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائيِلَ لَمْ يَفْعَلُوا، وَكَذَلِكَ الَّذِينَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَفْعَلُوا . وَلاَ خِلاَفَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ لَكَفَرُوا . وَ لاَ خِلاَفَ أَنَّ الَّذِينَ نَهَاهُم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَوْ لَمْ يُطِيعُوهُ ، وَاتَّخَذُوا ذَاتَ أَنْوَاطٍ بَعْدَ نَهْيِهِ لَكَفَرُوا . وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوب .
وَلَكِنْ هَذِهِ الْقِصَّةُ تُفِيدُ : أَنَّ الْمُسْلِمَ - بَل الْعَالِمَ - قَدْ يَقَعُ فِي أَنْوَاعِ مِنْ الشِّرْكِ - لاَ يَدْرِي عَنْهَا. فَتُفِيدُ التَّعْلِيمَ وَالتَّحَرُّزَ ، وَمَعْرِفَةَ أَنَّ قَوْلَ الْجَاهِلِ : (التَّوْحِيدُ فَهِمْنَاهُ) أَنَّ هَذَا مِنْ أكْبَرِ الْجَهْلِ ، وَمكَائِدِ الشَّيْطَانِ . وَتُفِيدُ - أَيْضاً - أنَّ الْمُسْلِمَ الْمُجْتَهِدَ الَّذِي إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلاَمِ الْكُفْرِ - وَهُوَ لاَ يَدْرِي - فَنُبِّهَ عَلَى ذَلِكَ ، وَتَابَ مِنْ سَاعَتِهِ أَنَّهُ لاَ يَكْفُرُ ، كَمَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ، وَالَّذِينَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . وَتُفِيدُ - أَيْضاً - أنَّهُ لَوْ لَمْ يَكْفُرْ فَإِنَّهُ يُغَلَّظُ عَلَيْهِ الْكَلاَمُ تَغْلِيظاً شَدِيدًا ، كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
وَللْمُشْرِكِينَ شُبْهَةٌ أُخْرَى : يَقُولُوْنَ : إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْكَرَ عَلَى أَسَامَةَ رضي الله عنه قَتْلَ مَنْ قَالَ : (لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ) ، وَقَالَ : ,أقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ-( )، وَكَذَلِكَ قَوْلُه : ,أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ- ( )، وَكَذَلِكَ أَحَادِيثُ أُخْرَى فِي الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَهَا .
وَمرُادُ هَؤلاَءِ الْجَهَلَةِ أَنَّ مَنْ قَالَهَا لاَ يَكْفُرُ ، وَلاَ يُقْتَلُ - وَلَوْ فَعَلَ مَا فَعَلَ - . . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:16 | |
| فَيُقَالُ لِهَؤُلاءِ الْجَهَلَةِ الْمُشْرِكِينَ : مَعْلُومٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاتَلَ الْيَهُودَ ، وَسَبَاهُمْ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : (لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ) ، وَأنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَاتَلُوا بَنِي حَنِيفَةَ ، وَهُمْ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَيُصَلُّونَ ، وَيَدَّعُونَ الإِسْلاَمَ ، وَكَذَلِكَ الَّذِينَ حَرَّقَهُمْ عَلِيُّ بنُ أَبي طَالِبٍ رضي الله عنه بِالنَّارِ . وَهَؤُلاءِ الْجَهَلَةُ مُقِرُّونَ أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ الْبَعْثَ كَفَرَ وَقُتِلَ - وَلَوْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مَنْ أَنْكَرَ شَيْئًا مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ كَفَرَ وَقُتِلَ - وَلَوْ قَالَهَا - . فَكَيْفَ لاَ تَنْفَعُهُ إِذَا جَحَدَ شَيْئًا مِن الْفُرُوعِ وَتَنْفَعُهُ إِذَا جَحَدَ التَوْحِيدَ - الَّذِي هُوَ أسَاسُ دِينِ الرُّسُلِ ، وَرَأْسُهُ - . وَلكِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ مَا فَهِمُوا مَعْنَى الأَحَادِيثِ :
فَأَمَّا حَدِيثُ أُسَامَةَ رضي الله عنه فَإِنَّهُ قَتَلَ رَجُلاً ادَّعَى الإِسْلاَمَ بِسَبَبِ أَنَّهُ ظَنَّ أَنَّهُ مَا ادَّعَاهُ إِلاَّ خَوْفَا عَلَى دَمِهِ وَمَالِهِ . وَالرَّجُلُ إِذَا أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ وَجَبَ الْكَفُّ عَنْهُ حَتَى يَتَبَيَّنَ مِنْهُ مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ. وَأَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى - فِي ذَلِكَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا } [النساء:94]، أَيْ تَثَبَّتُوا . فَالآيـَةُ تَدُلُّ عَلَى أنَّهُ يَجِبُ الْكَفُّ عَنْهُ ، وَالتَّثَـبُّتُ ، فَإِنْ تَبَيَّنَ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا يُخَالِفُ الإِسْلاَمَ قُتِلَ لِقَوْلِهِ {فَتَبَيَّنُوا} ، وَلَوْ كَانَ لاَ يُقْتَلُ إِذَا قَالَهَا لَمْ يَكُنْ لِلتَّثَـبُّتِ مَعْنًى . وَكَذلِكَ الْحَدِيثُ الآخَرُ وَأَمْثَالُهُ ، مَعْنَاهُ مَا ذَكَرْتُ أَنَّ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلاَمَ وَالتَّوْحِيدَ وَجَبَ الْكَفُّ عَنْهُ إِلاَّ أنْ يَتَبَيَّنَ مِنْهُ مَا يُنَاقِضُ ذَلِكَ . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:16 | |
| وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي قَالَ ,أقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ-( )، وَقَالَ : , أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ- ( )، هُوَ الَّذِي قَالَ في الْخَوَارِج :, أيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ- ( ) ، ,لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ- ( ) مَع كَوْنِهِمْ مِنْ أكْثَرِ النَّاسِ عِبَادَةً، وتَهْلِيلاً ، حَتَّى إِنَّ الصَّحَابَةَ يَحْقِرُونَ صلاتهم عِنْدَهُمْ ، وَهُمْ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ مِن الصَّحَابَةِ . فَلَمْ تَنْفَعْهُمْ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَهُ) ، وَلاَ كَثْرَةُ الْعِبَادَةِ ، وَلاَ ادِّعَاءُ الإِسْلاَمِ لَمَّا ظَهَرَ مِنْهُمْ مُخَالَفَةُ الشَّرِيعَةِ . وَكَذلِكَ مَا ذَكَرْنَا مِنْ قِتَالِ الْيَهُودِ ، وَقِتَالِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم بَنِي حَنِيفَةَ .
وَكَذَلِكَ أرَادَ النَّبِيُ صلى الله عليه وسلم أنْ يَغْزُوَ بَنِي الْمُصْطَلِقْ لَمَّا أَخْبَرَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ مَنَعُوا الزَّكَاةَ( )، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6]، وَكَانَ اَلرَّجُلُ كَاذِباً عَلَيْهِمْ . فَكُلُّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مُرَادَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي الأحَادِيثِ التي احتجوا بها مَا ذَ كَرْنَاه . . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:19 | |
| . وَلَهُمْ شُبْهَة أُخْرَى ،وَهِيَ مَا ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَسْتَغِيثُونَ بِآدَمَ ، ثُمَّ بِنُوحٍ ، ثُمَّ بِإِبْرَاهِيمَ ، ثُمَّ بِمُوسَى ، ثُمَّ بِعِيسَى فَكُلُّهُمْ يَعْتَذِرُون ، حَتَى يَنْتَهُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( ) . قَالُوا : فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الاسْتِغَاثَةَ بِغَيْرِ اللَّهِ لَيْسَتْ شِرْكاً .
فَالْجَوَابُ أنْ تَقُولَ : سُبْحَانَ مَنْ طَبَعَ عَلَى قُلُوبِ أَعْدَائِهِ فَإِنَّ الاسْتِغَاثَةَ بِالْمَخلُوقِ عَلَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لاَ نُنْكِرُهَا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى في قصة موسى {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ } [القصص:15]، وَكَمَا يَسْتَغِيثُ إِنْسَانٌ بِأَصْحَابِهِ في الْحَرْبِ وَغَيْرِهِا من الأَشْيَاءَ التي يَقْدِرُ عَلَيْهَا الْمَخْلُوقُ . وَنَحْنُ أنْكَرْنَا اسْتِغَاثَةَ الْعِبَادَةِ الَّتِي يَفْعَلُونَهَا عِنْدَ قُبُورِ الأَوْلِيَاءِ ، أَوْ فِي غَيْبَتِهِمْ فِي الأَشْيَاءِ الَّتِي لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا إِلاَّ اللَّهُ - تَعَالَى - .
إِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ فَالاسْتِغَاثَة بِالأنْبِيَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يُرِيدُونَ مِنْهُمْ أنْ يَدْعُوا اللَّهَ أنْ يُحَاسِبَ النَاسَ حَتَّى يَسْتَرِيحَ أهْلُ الْجَنَةِ مَنْ كَرْبِ الْمَوْقِفِ ، وَهَذَا جَائِزٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ أنْ تَأْتَيَ عِنْدَ رَجُلٍ صَالِحٍ ، يُجَالِسُكَ ، وَيَسْمَعُ كَلاَمَكَ ، تَقُولُ لَهُ : ادْعُ لِي ، كَمَا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْألُونَهُ في حَيَاتِهِ . وَأَمَّا بَعْدَ مَوْتِهِ فَحَاشَا، وَكَلاَّ أَنَّهُمْ سَألُوهُ ذَلِك عِنْدَ قَبْرِهِ بَلْ أَنكَرَ السَّلَفُ عَلَى مَنْ قَصَدَ دُعَاءَ اللَّهِ عِنْدَ قَبْرِهِ ، فكَيْفَ دُعَاؤهُ نفسه ؟
وَلَهُمْ شُبْهَةٌ أُخْرَى ، وَهِي قِصَّةُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام لَمَّا أُلْقِيَ في النَّارِ اعْتَرَضَ لَهُ جِبْرَائِيلُ عليه السلام فِي الْهَوَاءِ فَقَالَ : أَلَكَ حَاجَةٌ ؟. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام : أَمَّا إِلَيْكَ فَلاَ . قَالُوا : فَلَوْ كَانَتِ الاسْتِغَاثَةُ بِجِبْرَائِيلَ عليه السلام شِرْكاً لَمْ يَعْرِضْهَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ . . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:21 | |
| . فَالْجَوَابُ : أَنَّ هَذَا مِنْ جِنْسِ الشُّبهَةِ الأُولَى فَإِنَّ جِبْرَائِيلَ عليه السلام عَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْفَعَهُ بِأَمْرٍ يَقْدِرُ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ - كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ - {شَدِيدُ اَلْقُوَى} [النجم:5]، فَلَوْ أَذِنَ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَأْخُذَ نَارَ إِبْرَاهيمَ وَمَا حَوْلَهَا مِن الأَرْضِ ، وَالْجِبَالِ ، وَيُلْقِيَهَا في الْمَشْرِقِ ، أَوْ الْمَغْرِبِ لَفَعَلَ ، وَلَوْ أمَرَهُ اللَّهُ تعالى أَنْ يَضَعَ إِبْرَاهِيمَ فِي مَكَانٍ بَعيْدٍ لَفَعَلَ ، وَلَوْ أَمَرَهُ أَن يَرْفَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ لَفَعَلَ . وَهَذَا كَرَجُلٍ غَنِيٍّ لَهُ مَالٌ كَثِيرٌ يَرَى رَجُلاً مُحْتَاجاً ، فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ أَن يُقْرِضَهُ أَوْ يَهَبَهُ شَيْئاً يَقْضِي بِهِ حَاجَتَهُ ، فَيَأْبَى ذَلِكَ الرَّجُلُ الْمُحتَاجُ أَنْ يَأْخُذَ ، وَيَصْبِرُ حَتَّى يَأْتِيَهُ اللَّهُ بِرِزْقٍ لاَ مِنَّةَ فِيهِ لأَحَدٍ . فَأَيْنَ هَذَا مِنْ اسْتِغَاثَةِ الْعِبَادَةِ وَالشِّرْكِ - لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ - ؟
وَلْنَخْتِمْ الْكِتَابَ بِذِكْرِ آيَةٍ عَظِيمَةٍ مُهِمَّةٍ تُفْهَمُ ممَا تَقَدَّمَ ، وَلكِنْ نُفْرِدُ لَهَا الْكَلاَمَ لِعِظَمِ شَأْنِهَا ، وَلِكَثْرَةِ الْغَلَطِ فِيهَا ، فَنَقُولُ : لاَ خِلاَفَ أَنَّ التَّوْحِيدَ لابُدَّ أَنْ يَكُونَ بِالْقَلْبِ ، وَاللِّسَانِ ، وَالْعَمَلِ : فَإِنْ اخْتَلَّ شَيْءٌ مِنْ هَذَا لَمْ يَكُنْ الرّجُلُ مُسْلِماً , فَإِنْ عَرَفَ التَّوْحِيدَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ فَهُوَ كَافِرٌ مُعَانِدٌ ، كَفِرْعَوْنَ وَإِبْلِيسَ ، وَأَمْثَالِهِمَا . وَهَذَا يَغْلَطُ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ النَاسِ ، يَقُولُونَ : (هَذَا حَقٌ ، وَنَحْنُ نَفْهَمُ هَذَا ، وَنَشْهَدُ أَنهُ الْحَقُ ، وَلكِنْ لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَفْعَلَهُ ، وَلاَ يَجُوزُ عِنْدَ أَهْلِ بَلَدِنَا إِلاَّ مَنْ وَافَقَهُمْ) ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأَعْذَارِ . وَلَم يَعْرِفْ الْمِسْكِينُ أَنَّ غَالِبَ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ يَعْرِفُونَ الْحَقَّ ، وَلَمْ يَتْرُكُوهْ إلاَّ لِشَيْءٍ مِنَ الأَعْذَار، كَمَا قَالَ تَعَالَى {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [التوبة:9]، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ ، كَقَوْلِهِ {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة:146]. فَإِنْ عَمِلَ بِالتَّوْحِيدِ عَمَلاً ظَاهِراً - وَهُوَ لاَ يَفْهَمُه ، وَلاَ يَعْتَقِدهُ بِقَلْبِهِ - فَهُوَ مَنَافِقٌ ، وَهُوَ شَرٌّ مِنَ الْكَافِرِ الْخَالِصِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [ النساء:145]. . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:23 | |
| . وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ طَوِيلَةٌ تَبِينُ لَكَ إِذَا تَأَمَّلْتَهَا فِي أَلْسِنَةِ النَّاسِ : تَرَى مَنْ يَعْرِفُ الْحَقَّ ، وَيَتْرُكُ الْعَمَلَ به ؛ لِخَوْفِ نَقْصِ دنيَاهُ ، أَوْ جَاهِهِ ، أَوْ مُلْكِهِ . وَتَرَى مَنْ يَعْمَل بِهِ ظَاهِرًا لاَ بَاطِناً ، فَإِذَا سَألْتَهُ عَمَّا يَعْتَقِدُهُ بِقَلْبِهِ إِذَا هُوَ لاَ يَعْرِفُه . وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِفَهْم آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى : أُولاَهُمَا : مَا تَقَدَّمَ ، وَهِي قَوْلُهُ {لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}[التوبة:66]. فَإِذَا تَحقَّقْتَ أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ - الَّذِينَ غَزَوا الرُّومَ مَع رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَفَرُوا بِسَبَبِ كَلِمَةٍ قَالُوهَا عَلَى وَجْهِ الْمَزْحِ تَبَيَّنَ لَكَ أَنَّ الَّذِي يَتكَلَّمُ بِالْكُفْرِ، أوَيَعْمَلُ بِهِ خَوْفَا مِنْ نَقْصِ مَالٍ ، أَوْ جَاهٍ ، أَوْ مُدَارَاةً لأَحَدٍ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ يَمْزَحُ بِهَا . وَالآيَةُ الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة }[النحل:107،106]، فَلَمْ يَعْذُرُ اللَّهُ مِنْ هَؤُلاَءِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ مَعَ كَوْنِ قَلْبِهِ مُطْمَئِنًّا بِالإِيمَانِ ، وَأمَّا غَيْرُ هَذا فَقَدْ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانِه ، سَوَاءً فَعَلَهُ خَوْفاً ، أَوْ طَمَعاً، أَوْ مُدَارَاةً لأَحَدٍ ، أَوْ مَشَحَّةً بِوَطَنِهِ ، أَوْ أَهْلِهِ ، أَوْ عَشِيرَتِهِ ، أَوْ مَالِهِ ، أَوْ فَعَلَهُ عَلَى وَجْهِ الْمَزْحِ ، أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ مِن اَلأغْرَاضِ إلاَّ الْمُكْرَهَ . | |
|
| |
Oum Mouqbil Gérante
Nombre de messages : 9268 Date d'inscription : 21/07/2007
| Sujet: Re: Le livre en arabe Dim 30 Nov 2008 - 13:25 | |
| . فَالآيَةُ تَدُلُّ عَلَى هَذَا مِنْ جِهَتَيْنِ : الأُولَى : قَوْلُهُ : {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ}، فَلَمْ يَسْتَثْنِ الله إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ . وَمَعْلُومٌ أنَّ الإنْسَانَ لاَ يكْرَهُ إِلا عَلَى الْعَمَلِ ، أوَالْكَلاَمِ ، وأما عَقِيدَةِ الْقَلْبِ ، فَلاَ يُكْرَهُ عَلَيْهَا أَحَدٌ . الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }[النحل:107،106]، فَصَرَّحَ أنَّ هذا الكفر الْعَذَاب لَمْ يَكُنْ بِسَبَبِ الاعْتِقَادِ ، أوَالْجَهْلِ ، أوَالْبُغْضِ لِلدِّيْنِ ، أَوْ مَحَبَّةَ الْكُفْرِ ، وَإِنَّمَا سَبَبُهُ أَنَّ لَهُ فِي ذَلِكَ حَظًّا مِنْ حُظُوظِ الدُّنْيَا ، فآثَرَهُ عَلَى الدِّينِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . تَمَّتْ بِعَونِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِهِ سَنَةَ 1213هـ
| |
|
| |
Contenu sponsorisé
| Sujet: Re: Le livre en arabe | |
| |
|
| |
| Le livre en arabe | |
|